الشيخ رياض درار معارض سوري، من مواليد دير الزور عام 1954 حاصل على إجازة في اللغة العربية، عمل خطيباً في مساجد دير الزور، ومدرساً في مدارسها.
عمل الشيخ درار ضمن لجان إحياء المجتمع المدني المعارضة منذ العام 2000، واعتقلته قوات الأمن السورية لمدة خمس سنوات، ومع بداية الثورة السورية كان عضواً في المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية.
يرأس الشيخ درار مجلس سوريا الديمقراطية، الواجهة السياسية لقوات سوريا الديمقراطية، ويقيم في السويد.
شهدنا تفاهمات عسكرية بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري، بعد توتر العلاقة خلال الأشهر الماضية خاصة بعد هجوم داعش على سجن الحسكة وما تلاه من تصريحات واتهامات بين الطرفين، هل هناك تحرك على الصعيد الدبلوماسي وبدفع روسي لأي تفاهمات على نطاق أوسع بين الإدارة الذاتية والنظام السوري؟ وفي وقت سابق صرحت بإمكانية دمج قوات سوريا الديمقراطية مع جيش النظام السوري، الأمر الذي اثار جدلا، فما هي الشروط التي قد يسمح توفرها للوصول لهكذا دمج؟
نحن في علاقة متوترة لا تسير على منوال محدد بيننا وبين النظام السوري حاولنا باستمرار التفاوض معه للوصول إلى مقدمات لحل سياسي، دائماً هناك محاولة للعودة إلى ما كان عليه قبل انتفاضة الشعب السوري وثورته التي أصبحت مقياساً يتطلب تغيير السياسات والإدارات والمؤسسات، نحن جزء من هذه الثورة اعتبرنا أنفسنا كذلك دائماً، ولكنا مارسنا العمل بأسلوب مختلف.
النظام بسبب التحولات التي جرت بعد اتفاق مناطق خفض التصعيد ومسار أستانة استطاع السيطرة على جزء واسع من الأرض السورية وتسليم من سموا أنفسهم ثوار الأرض، ومغادرتها إلى مناطق تحت السيطرة التركية الآن، وبالتالي فإن الانقسامات أصبحت حاصلة بشكل واضح، هناك شمال غرب فيها فصائل متعددة وفيها ما يسمى الجيش الوطني وفيها حكومة مؤقتة تحت السيطرة التركية والائتلاف.
هناك النظام الذي توسعت دائرة سيطرته وشمال شرق سوريا حيث تقوم الإدارة الذاتية والتي كانت باستمرار منفتحة على الحوار مع الجميع مع المعارضة بكل أطيافها بما فيها الائتلاف خاطبناهم أن يأتوا إلى كلمة سواء، وأن نوحد الشمال السوري بإدارة لامركزية لم يستجيبوا كان ولاؤهم دائماً للحركة السياسية التركية واتهاماتها المستمرة، أما مع النظام فنحن لم نجد وسيلة للتقارب إلا وقمنا بها، كان دائماً يقول أن؛ سلموا أورقاكم جميعاً بيد السلطة وهي تتصرف بعد ذلك بما تشاء فيكم.
طبعاً تعنت السلطة معروف ونحن نعتقد أنها ستبقى كذلك حتى يأتي وقت مناسب تشعر أن التنازل أصبح ضرورياً ونحن أيضاً نخاطبها باستمرار على أن هناك حاجات أساسية للجميع، لا يجب أن يتخلى أحد الطرفين عنها، منها مثلاً حماية الحدود من خلال حدود الجيش وهذا حصل بعد احتلال رأس العين باتفاق عام 2019 ونحن نطالب بأن يكون هذا الوجود مستمراً، وطالبنا به الآن بعد التهديدات التركية، حتى لا تتكرر مأساة عفرين وحتى يكون الجيش بصفته محترفاً وحامياً للحدود ونحن معه.
هذه التفاهمات برعاية روسية مع الجيش السوري، إذا ليست جديدة هي استمرار لما اتفق عليه في العام 2019 الآن مطلوب من الجيش أن يثبت حضوره لأن هذه بداية عوامل ثقة بين قوات سوريا الديمقراطية وبين هذا الجيش، كمقدمة أولى لمزيد من التفاهمات السياسية مع السلطة في دمشق، لنصل إلى مرتكزات أساسية تقيم الحياة للجميع، وتقيم بناء سوري جديد مختلف عن الصراع القائم حالياً، ولذلك نحن وباستمرار خاطبنا الجيش السوري بأن قوات سوريا الديمقراطية يمكن أن تكون جزءاً من الجيش السوري بعد التسوية، إذا هناك عوامل للتسوية يجب أن تتم حتى تنضبط الأمور.
في عدة تصريحات لمسؤولين في الإدارة الذاتية أنه يمكن التفاوض مع تركيا، فهل هو مطلب للإدارة الذاتية، وهل هناك مؤشرات لدى الولايات المتحدة الأمريكية أو اي دولة أخرى للتوسط لبدء هكذا مفاوضات؟ وما هي الشروط اللازمة للبدء بها؟
لم نتوقف عن مخاطبة كل القوى من أجل أن نصل إلى مرتكزات أساسية توحد العلاقات وتقيم مبادئ للحل السياسي، من ذلك ما خاطبنا به الائتلاف دائماً والصف المعارض في الجهة التي تتبع لتركيا، وبكل الأحوال لم نسمع منهم إجابة صريحة تعطي تصوراً عن إمكانية استمرار اللقاء والبدء به، نحن نخاطب حتى تركيا أن تكون ضامناً لحل يمكن أن يقيم وحدة الشمال السوري بين الطرفين المعارضين شمال شرق وشمال غرب لم نسمع جواباً.
الشروط اللازمة للبدء بهكذا تفاوض أولاً أن تنفتح تركيا على هذا المشروع وهذا الطلب، لأن الطرف الآخر ملتزم بالأوامر التركية ولا يستطيع أن يأخذ قراراً لوحده، رغم أن خطابنا مستمر أننا كسوريين نستطيع أن نبدأ من أجل إقامة اتحاد الشمال بإدارتين لا مركزيتين نبدأ بأسس اقتصادية نستفيد من الانفتاح الأميركي في مسألة قانون قيصر والقرار 22 الذي يسمح بإقامة علاقات اقتصادية في هذه المناطق، مختلفة عن هذا القرار ولا تتأثر به، نريد استجابة، وبالمناسبة الولايات المتحدة عبر مندوبين، عرضت مثل هذا التوسط وقامت بجس نبض لدى الائتلاف لدى المعارضة، سألونا عن إمكانية أن نقيم علاقة ومع من، من أطراف الائتلاف في الحقيقة لا نحدد مع من لأن الذي يملك القرار يستطيع أن يبدأ ونستطيع نحن أن نمد اليد، ونبدأ بالخطوات التمهيدية عبر علاقات اقتصادية مهمة للجميع لأنه بهذا يمكن أن تتوفر لنا إقامة علاقات سياسية لاحقاً ونحن طالبنا باستمرار أن نكون موجودين في كل الممثليات الموجودة في الحوار حول الدستور في أي نشاط في جنيف أو غيرها وأن نكون موجود مع الجميع.
هناك تساؤل حول وظيفة أو موقع مجلس سوريا الديمقراطية، هل هو الجناح العسكري لقوات سوريا الديمقراطية أم الواجهة السياسية للإدارة الذاتية، عم تحالف سياسي منفصل عن هيكلية الإدارة الذاتية؟
مجلس سوريا الديمقراطية هو تحالف سياسي بين عدد من الأحزاب أصبح يزيد على الثلاثين منها أحزاب تركمانية وسريان آشورية وعربية وكردية وشخصيات مستقلة منفردة تعمل داخل هذا الجسم، نحن نشكل المظلة السياسية للإدارة الذاتية التي هي الجسم التنفيذي في العملية الإدارية في المنطقة، ولقوات سوريا الديمقراطية التي هي الجسم العسكري الذي يقود عمليات عسكرية ويدافع عن المنطقة ويحميها، إذا نحن نمثل مظلة سياسية فقط لهذا الجسم وندير أعمال سياسية.
عقدت عدة لقاءات تشاورية في ستوكهولم السويدية بمشاركة مجلس سوريا الديمقراطية ما الذي تعولون من هذه اللقاءات، وهل هي محاولة لبناء موقف للمعارضة السورية خارج إطار المعارضة السورية بأطرها الحالية، وهل يجد مجلس سوريا الديمقراطية بأنه جزء من المعارضة السورية؟
بحكم أننا نعمل من أجل سوريا واحدة موحدة، نحن ندعوا جميع أطياف السوريين للمشاركة في جسم سياسي معارضة له قيمة وازنة، يستطيع أن يعتمد على المكان والإمكان، في الإدارة الذاتية وفي مناطق شمال وشرق سوريا ومعتمداً أيضاً على تماسك مجلس سوريا الديمقراطية الذي أصبح جسماً سياسياً وازناً هو الذي دعا إلى هذه الخطوات بدءاً من مؤتمرات الحوار السوري-السوري الثلاثة التي أقيمت في عين عيسى وكوباني، والست ورشات التي أقيمت في أوروبا، ثم انتهينا إلى الدعوة في ستوكهولم حيث تبنت مؤسسة “أولف بالمه الدولية” هذه اللقاءات مشكورين على ذلك.
مثل هذه الدعوات التي بدأناها بشكل متميز في ستوكهولم كانت تهدف باستمرار إلى الدعوة لمؤتمر القوى الديمقراطية وهذا ما ننشده لأننا نريد للقوى الديمقراطية أن تشكل جسماً وازناً يستطيع أن يحضر في كل المناسبات والاستحقاقات السياسية.
الديمقراطيون مفتتون منقسمون متناثرون، سواء كانوا قوى سياسية أم شخصيات، لو استطعنا هذه القوى والشخصيات في مؤتمر يخرج بحصيلة معينة تشكل حضوراً دائماً وداعماً لكل النشاطات السياسية سنكون قد نجحنا في الخطوة الأولى لتشكيل ثقل القوى الديمقراطية معتمدين على شمال وشرق سوريا كأرض وقوة داعمة.
يمكن لهذا النشاط أن يكون جسماً سياسياً على أرض سوريا، تشكل نواة لسوريا الجديدة، نعمل له بنشاط وباستمرار ودون تلكؤ، نأمل أن يكون هناك تفهم من القوى الديمقراطية لهذا الحضور أن لا يعيدونا إلى المربع الأولى في إعادة بعض الأسئلة حول ماهية الإدارة الذاتية ودورها، وحول دور الأحزاب المشكلة لمسد، وبعض الاتهامات التي يتلقونها من هنا وهناك عبر السوشيال ميديا ويستخدمونها لإعادة دورة الأسئلة، نحن نعمل من أجل سوريا على الجميع أن يتفهم ذلك، وإذا تفهموا أننا نعمل من أجل سوريا سوف نسير إلى الأمام دون النظر للوراء إلا لنتعلم منها.